من ضمن العادات الموجودة في سنغافورة هو إقامة اجتماع من قبل المغتربون الميانماريون الموجودين في مركز “بينينسولا بلازا”، وذلك للقيام بمتابعة الأخبار التي تحدث في بلادهم، علاوة على ذلك القيام بتذوق الأطباق المحلية التي يقيمون بصنعها لبعضهم البعض، يحدث ذلك في نهاية كل أسبوع.
الجدير بالذكر أن المتطوعون يقومون ببيع الكثير من الأطباق الشهية مثل سلطة أوراق الشاي الجميلة والقيام بتقديمه مع نودلز مصنوعة من الأرز وذلك مع حساء السمك الجميل، كما يوجد في كشك الطعام صورة للزعيمة المعزولة في ميانمار، أونغ سان سو شي، وهي صورة بالحجم الطبيعي.
تعمل مالكة الكشك ماي كياو سوي نيونت على القيام بجمع الأموال من ذلك الكشك ومن ثم تقوم بإرساله إلى وطنها من أجل مساعدة المواطنين الذين يتحملون النظام العسكري، فهي تقوم بجمع 5 آلاف دولار سنغافوري، أي ما يعادل 3,700 دولار أمريكي أسبوعيا، فهي كل ما تريده أن يعرف العالم مدى المعاناة التي يعانيها المتواجدون في ميانمار.
جمع الأموال
ظهر الكثير من الانهيارات منذ قيام الجيش بالسيطرة على ميانمار في شهر فبراير الماضي، وذلك بسبب أن سنغافورة تعد واحدة من المواقع التي تتم بها جهود عظيمة للقيام بجمع الأموال العالمية، حيث تسعى حكومة المنفى للقيام بجمع مليار دولار، وذلك لرعاية مؤيديها، والقيام بمواصلة تحديها من أجل حكم القوات المسلحة: “التاتماداو”.
يجب على كل من النشطاء والمسؤولين الموجودين في ظل الحكومة أن يقومون بالاعتماد على قنوات غير رسمية، وذلك حتى يضمنوا القيام بإخراج الأموال من براثن النظام.
الجدير بالذكر أنه يوجد مشكلة تتمثل في قيام النظام المصرفي في البلاد، حيث أنه يخضع لنظام الرقابة المتشددة، وذلك من خلال المجلس العسكري، يرجى العلم أن الحكومة الخاصة بنظام الوحدة الوطنية الديمقراطية تصنف على أنها جماعة إرهابية.
عملات مُشفَّرة
قامت الحكومة الآن بالاعتراف بعملة “تيثر” (Tether)، الجدير بالذكر أيضًا أن حكومة الوحدة الوطنية قالت أنها مستعدة للمضي بشكل كبير في تحدي البنك المركزي لميانمار، حيث أنه قام بحظر استخدام جميع العملات الرقمية منذ عام 2020، كما أن البنك قام بالتهديد بالسجن أو الغرامات عند حدوث انتهاكات.
يجب معرفة أن العملة الرقمية التيثر تهدف لأن تصبح وكيلة للدولار الأمريكي ومنازع له، فهي وسيلة لتسريع عملية حركة التجارة والخدمات، وأنظمة الدفع.
علاوة على ذلك أن وزير التخطيط والتمويل والاستثمار في حكومة الوحدة الوطنية تين تون ناينغ قام بالتوضيح عبر حوار صحفي له، أنه يجب مراعاة القيام بتوسيع قائمة العملات المشفرة المعتمدة، حيث أن الثورة الآن تحتاج إلى ذلك، كما أنه قال عن عملة البيتكوين والتكوين أن الدولة لن لا تردد لفعل ذلك، إذا رأت أن حكومة الوحدة الوطنية بحاجة إلى ذلك.
قام البرلمان الأوروبي والفرنسي باعتماد مجموعة من القرارات التي تعترف بحكومة الوحدة الوطنية، وذلك بسبب اعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة في ميانمار، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين دعمه لهذه الحكومة عبر حسابه على تويتر، كما أنه قال يوجد الكثير من المنظمات والمؤسسات التي تحرص على مساعدتهم في ظل هذه الثورة.
يجب ملاحظة أنه يمكن تحويل حجم العملة الرقمية إلى دعم مادي على أرض الواقع.
الملياردير الأمريكي
يعبر المجلس العسكري عن الحاجة القصوى إلى وجود حكم عسكري، حيث أنه قال إنه قد تم تزوير أكثر من 11 مليون صوت في الانتخابات التي تمت في عام 2020 والتي فازت بها أونغ سان سو شي هي وحزبها بأغلبية ساحقة.
علاوة على ذلك فقد حصل الكثير من المنتمين إلى حركة المقاومة الديمقراطية على دعم الملياردير جورج سوروس، وذلك وفقاً لوزارة الإعلام الحالية حيث أنه قام بزيارة سوروس ميانمار 4 مرات، وذلك بين الفترة من مارس 2014 وحتى يناير 2017.
الجدير بالذكر أنه قام بلقاء بأونغ سان سو شي مرتين، كما أن ابنه ألكسندر سوروس قام بزيارة ميانمار حولي سبع مرات بين كل من عام 2017 وعام 2020 كما أنه قام بلقاء مع أونغ سان سو شي حولي ست مرات، كما أوضح سوروس نفسه في عام 2012، إنه يقوم بتدعيم الحركة الديمقراطية في ميانمار لمدة 20 عاماً.
يجب العلم أنه في العام الماضي قامت الحكومة العسكرية في ميانمار بالإعلان عن اتخاذ إجراءات هامة وحاسمة ضد “مؤسسة المجتمع المفتوح في ميانمار”، تلك المؤسسة التي قام سوروس بتدعيمها، وذلك بسبب قيامها بخرق قواعد المنظمات، كما أنها قامت بتجميد مدخراتها التي تبلغ نحو 4 ملايين دولار تقريبا، والمودعة في أربعة بنوك محلية حتى الآن.
قام المجلس العسكري باتهام بعض موظفي المنظمة بالقيام بسحب ودائع من بنك خاص، والقيام بتقديم المساعدات النقدية للحملة التي تقوم بمعارضته للجيش، حيث تعرف هذه الحركة باسم العصيان المدني.
طرق مبتكرة
تزداد عدد التبرعات التي يقوم بها موقع (Click-to-Donate) “انقر للتبرع”، بزيادة عدد المشاهدة حيث أن هذه الطريقة من الطرق الهامة والفعالة لجمع التبرعات، حيث قامت هذه المنصة بجمع مبلغ 457 ألفاً و 765 دولاراً سنغافورياً، أي ما يعادل 341 ألف دولار أمريكي في يناير الماضي.
قامت حكومة الوحدة الوطنية بإطلاق عدد من بطاقات اليانصيب، وتم بيعها بطريقة رقمية خلال ساعة واحدة بمبلغ 60 ألف دولار.
الجدير بالذكر الآن هو سعي الحكومة على بقاء نشاط المقاومة، وذلك من خلال بقاء كل من المدارس والمستشفيات مفتوحة، والقيام بدفع أجور العمال المضربين، ومن ثم تتبع برنامج التطعيم الخاص بفيروس كوفيد-19
يعتبر أكثر ما يشغل بال الحكومة الآن هو القيام ببيع ما يسمى بسندات الخزانة الخاصة بثورة الربيع، والذي يعني قيام مجموعة من المشترين بشراء شهادة من الحكومة توضح فيها أنها سوف تقوم بتسديد المبلغ المدفوع خلال عامين ودون أي فوائد، حيث أنها لاقت إقبالا كبيرا حينها من المواطنين فقد تم جمع مبلغ 20 مليون دولار تقريبا وهو ما يطلق عليه اسم السندات.
تاريخ من الانقلابات
تعتبر أونغ سان سو شي تلك الزعيمة ملطخة السمعة في عيون العالم والتي استشهدت في نضالها ضد الاضطهاد وحصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1991، هي من دافعت عن الجيش بعد حملة القمع التي شنت في عام 2017 ضد أقلية الروهينغا، تلك الحملة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها عملية تطهير عرقي وإبادة جماعية.
الجدير بالذكر أن ميانمار تملك تاريخا عريقا من الانقلابات والحكم العسكري، علاوة على ذلك أن فترات الديمقراطية بها كانت مضطربة أيضاً. كما قال اللواء زاو مين تون، كبير المتحدثين باسم مجلس إدارة الدولة، إن الحكومة المدنية التي قد تم خلعها هي السبب وراء التدهور الاقتصادي للبلاد منذ عام 2018.
كما قال أيضًا في مكالمة هاتفية له أن الحكومة السابقة لا تدعم الشركات المحلية، مما جعلها تعتمد على القروض الخارجية والدعم الدولي والمنح، بشكل كبير، كما قال أن العام الذي تولي المجلس العسكري به الحكم تغير كل شيء في ميانمار حيث تحول العجز التجاري إلى فائض.
يقوم النظام العسكري لميانمار الآن بإنشاء أنظمة حكومية ومالية موازية، وذلك بعد أن مضى عاما من الانقلاب على السلطة الموجودة.
يعمل البنك الدولي على تقدير اقتصاد ميانمار، حيث أنه قد انكمش بنسبة 20% تقريباً خلال السنة المالية الماضية، ولكن الجدير بالذكر أن التوقعات تشير إلى أن أكثر من نصف سكان يعيشون تحت خط الفقر الوطني وذلك من أوائل عام 2022، حيث يبلغ عددهم 55 مليون نسمة.
تداول الأن مع أفضل شركات تداول موثوقة في السعودية
دعم من التشيك
يقوم السجين السياسي لين ثانت الذي يعيش في المنفى الخاص به في جمهورية التشيك منذ أكثر من مائة عام، بتصدر مركز شبكة جهود جمع الأموال لحكومة الوحدة الوطنية.
تعد التشيك صديقة قديمة لنشطاء الديمقراطية في ميانمار، حيث أن براغ تبدو نقطة انطلاق غير محتملة في عملية توجيه التمويل إلى جنوب شرق آسيا، حيث اقترح الرئيس السابق فاتسلاف هافيل أن تسمى لجنة جائزة نوبل اسم أونغ سان سو شي.
كما قال لين ثانت في حوار هام في مكتبه المتواضع الذي يقع ضمن شقته التي تقع في منطقة نائية في براغ، إنَّ الأموال التي تتدفق من خلال الحساب تُستخدم “لأغراض إنسانية فقط”، وليس للعمليات العسكرية أو الأسلحة.
الجدير بالذكر أن جمهورية التشيك هي واحدة من الدول القليلة التي تقوم فيها حكومة الوحدة الوطنية بالسماح للوصول إلى الحسابات المصرفية، لذلك تكافح القوات المسلحة التاتماداو من أجل القيام بتأكيد وجودها في جميع أنحاء ميانمار.
بعد عملية تحويل الأموال من الحساب المصرفي التشيكي إلى البنوك التايلاندية، أو الحسابات الأمريكية المختلفة، يقوم الشركاء والمنظمات الغير الحكومية بشراء المساعدات الإنسانية، التي ترسل عبر حدود ميانمار مع تايلندا أو الهند، فيأتي حينها دور العملات المشفرة للحد من هذا الحصار المالي.
حلول تكنولوجية
تعتبر العملات المشفرة هي تجاوز الوسطاء التقليديين وذلك في ظل حكومة الظل، مما يسمح بدرجة عالية من السرية التي تعتبر ضرورية مع تحكيم من المجلس العسكري قبضته، حيث أنه من المحتمل القيام بعملية توفير للعملات الرقمية مما يجعل الأمر مستقر بعض الشيء.
علاوة على ذلك أنه من المفترض أن تعمل الحكومة على دعم “تيثر” بدولار أمريكي واحد، حيث أن ذلك يؤدي إلى انخفاض الكيات الميانماري، وذلك بعد الانقلاب بنسبة 50% تقريباً مقابل الدولار الواحد قبل عملية الاستقرار.
كما قالت زين مار أونغ وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية في مكالمة هاتفية لها أن الوقت الحاضر تتحرك الكثير من دول العالم نحو بناء مجتمع غير نقدي، وذلك في ظل وجود التحديات التي تحدث مما يؤدي إلى الاستفادة من التكنولوجيا.
كما قال تين تون ناينغ، وزير المالية في حكومة الوحدة الوطنية أن كل شيء جاهز بالفعل لتدعيمهم، كما يعمل المجلس العسكري على إظهار فوائد إطلاق عملة “كيات ميانماري” الرقمية.
الجدير بالذكر أن المتظاهرون المناهضون امتنعوا عن الانقلاب والعاملون في القطاع المالي، كما قال البنك المركزي في مايو، إن العمليات المصرفية قد عادت إلى طبيعتها مؤخرًا، لكن بعد مضي عدة أشهر قد بدأ جميع دبلوماسيين المجلس العسكري في الخارج الشكوى من عدم عمل النظام المالي، وهذا ما أقره رئيس بورصة العملات المشفرة عند مشاركته في إحدى هذه النقاشات.
الكيات الرقمي
أوضح المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري زاو مين تون أن موضوع إنشاء العملة الرقمية يعمل على القيام بتحسين أنظمة الدفع عبر الإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار، كما أنه أشار إلى أهمية تحسين الأنشطة المالية في ميانمار.
الجدير بالذكر أن الكيات الرقمي يعمل على تسهيل اكتشاف والقيام بمراقبة المعاملات التي تهدف إلى الإطاحة بالحكومة، حيث أن انتشر الإنترنت بنسبة 43% فقط في يناير 2021، وذلك وفقاً لـ “داتاريبورتال” أما في عام 2019 في ظل قيام الحكومة المدنية كان لدى 74% من السكان حسابات مصرفية.
علاوة على ذلك كانت العملات الرقمية يمكن أن تكتسب زخماً في ميانمار، حيث أن إطلاق خدمات الهاتف المحمول على نطاق واسع في عام 2014، كما ذكر كيم إدواردز كبير الاقتصاديين في البنك الدولي في ميانمار، أن جميع البنوك المركزية تحتاج إلى إعادة هيكلة تنظيمية سليمة وتوفير الكثير من التكنولوجيا، وذلك حتى تصبح هذه العملات الرقمية قابلة للحياة، كما قال أيضًا أن ميانمار ليست في أفضل وضع الآن لمتابعة مثل هذا الموضوع.
أطلقت مجموعة مجهولة في العام الماضي للدولار الميانماري، حيث يهدف إلى القيام باستبدال العملة الوطنية الموجودة بعملة أخرى رقمية تستفيد منها حكومة الوحدة الوطنية، وذلك بصفتها صاحبة المصلحة الأساسية، ولكن هذا المشروع فشل فشلا كبيرا مما أدى إلى نقص الدعم.
تعتبر ميانمار تصل إلى حافة صراع عسكري كامل، لذلك يرغب الكثير من المغتربين القيام بالتبرع للمساعدة في تخفيف المعاناة في ظل ذلك الوضع القائم، وإلى حين عودة الديمقراطية إلى بلادهم من جديد.
تقول ماي كياو سوي نيونت إنها لا تستطيع أن تعود إلى الوطن من جديد ما دام المجلس العسكري موجوداً، كما أنها تفعل أفضل ما تستطيع القيام به للقيام بجمع الأموال في الخارج، وذلك لعدم وجود ما تخشاه.
أما بالنسبة لكشك ماي كياو سوي نيونت في سنغافورة، فيقومون الناس هناك بتقديم مجموعة بسيطة من النقود، وذلك بتخلي بعضهم عن طعامهم.