وجه الرئيس بوتين أوامره الى أن مدفوعات الدول “غير الصديقة ” مقابل الغاز الروسي تكون بالروبل، حيث أن أسعار النفط ارتفعت مع تعطل خط بحر قزوين، وقد تشير بعض التوقعات بأن يصل سعر البرميل إلى حوالي 150 دولار.
كما أنه في نفس الوقت تدرس موسكو القيام بحظر صادرات اليورانيوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء الموافق 23 مارس، بأن روسيا لن تقبل سوى المدفوعات بالروبل مقابل إيصال الغاز إلى الدول غير الصديقة، بما فيهم جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، وهذا يأتي بعد فرض العقوبات المشددة على روسيا جراء غزوها لأوكرانيا.
وسوف نتعرف على ما قاله الرئيس الروسي بوتين خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون عبر موقع فوركس صح، حيث قال، قررت أن اقوم بتنفيذ مجموعة من الإجراءات لجعل المدفوعات التي تخص إمدادات الغاز إلى الدول الغير صديقة بالروبل الروسي.
كما نقلت وكالة بلومبرغ عن وكالة انترفاكس بأن تصريحات بوتين وأوامره تم إصدارها إلى البنك المركزي وإلى الحكومة لكي يقوموا بوضع خطة للتعامل مع أوروبا بالروبل في غضون أسبوع فقط، كما أضاف بأن بلاده ستستمر في توريد الغاز، ولكنها ستغير عملة الدفع فقط.
حيث أن العقوبات الاقتصادية الصارمة، التي فرضتها بعض الدول الغربية على موسكو بسبب غزوها على أوكرانيا أدت إلى حدوث شلل جزئي من النظام المصرفي الروسي، مما تسبب في انهيار حاد لِقيمة الروبل إزاء العملات الأجنبية.
حيث أن قيمة العملة المحلية انخفضت إلى 177 روبل مقابل الدولار الواحد في تاريخ 7 مارس، حيث أنه كان يعادل 75 دولار في مطلع شهر فبراير، كما أن التقديرات تشير إلى أنه تم تجميد ما يصل إلى قرابة 300 مليار دولار من الاحتياطي الروسي بالعملات الصعبة في الخارج.
تعطل خط قزوين يرفع سعر النفط
تعطل خط قزوين أدى إلى ارتفاع أسعار النفط خلال التعاملات المضطربة ليوم الأربعاء بسبب تعطل الصادرات لخامات روسيا وكازاخستان عن طريق خط أنابيب بحر قزوين، كما ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت إلى حوالي 3.13 دولار أي ما يقرب من 2.7% ليسجل نحو 118.61 دولار للبرميل الواحد.
وهذا يأتي مع حلول الساعة الحادية عشر بتوقيت جرينتش، حيث أن السعر قد انخفض في وقت سابق إلى حوالي 114.45 دولار للبرميل، كما ازداد سعر خام غرب تكساس الوسيط 2.69 للعقود الآجلة إلى دولار أي بنسبة وصلت إلى 2.5% أي ما يقرب من 111.96 دولار للبرميل.
حيث أنه انخفض في وقت سابق إلى 108.38 دولار للبرميل، ومازالت الأسواق قلقة بشأن احتمال فرض بعض العقوبات الإضافية على روسيا التي تعتبر ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، وتأتي هذه العقوبات بعد غزو روسيا لأوكرانيا الذي وصفته روسيا بأنه “عملية خاصة”.
كما حذرت روسيا أمس الثلاثاء من حدوث تراجع في صادرات النفط عن طريق كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين الذي ينتج حوالي مليون برميل يومياً بقيمة تصل إلى 1% من إنتاج النفط في العالم، وهذا بسبب بعض الأضرار التي لحقت به من جراء عاصفة كبيرة، كما توقفت اليوم الأربعاء الصادرات بالكامل عن طريق خط الأنابيب، كما ذكرت وكالة سفن بأن الإصلاحات سوف تستغرق ما لا يقل عن شهر ونصف بالتقدير.
تداول الأن مع أفضل شركات تداول موثوقة في السعودية
النفط قد يصل إلى 150 دولارا للبرميل هذا الصيف
كما ذكر الرئيس المشارك لتداولات النفط في مؤسسة ترافيغورا العالمية لتجارة السلع بأن السوق سوف تشهد صعود في الخام إلى 150 دولارا للبرميل خلال صيف هذا العام، كما اضاف بأن الخسارة الإجمالية في النفط الروسي سوف تصبح أكثر وضوحاً في شهر أبريل القادم.
كما تحدث بن لوكوك في قمة فايننشال تايمز العالمية للسلع الأولية قائلاً ” على ما أظن أنكم سترون سعر برميل النفط وصل إلى 150 دولارخلال هذا الصيف، كما أكمل الحديث قائلاً بانكم ستعرفون هذا في نهاية شهر أبريل القادم حول اجمالي الخسارة في النفط الروسي، كما اضاف أنه بسبب طلب ضعيف اضطر الروس إلى الغاء شحنات من الخام والقيام بتخزين بعض من الشحنات التي لم يتمكنوا من بيعها.
النفط قد يصل إلى 300 دولار للبرميل
وقد اتت تصريحات بن لوكوك بعد حوالي يومين من تصريحات ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي التي أوضح خلالها بأن أسعار النفط من الممكن أن تصل إلى 300 دولار للبرميل الواحد في حالة توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، كما أنه أضاف في تصريحاته بأن مثل هذا السيناريو لا يكون مرجحاً، وهذا على حسب ما نقلته وكالة تاس للأنباء يوم الاثنين.
كما ذكرت مصادر تجارية بِأن بعض المشترين يمتنعون عن شراء النفط الروسي من أجل تفادي تعرضهم للعقوبات الغربية التي تم فُرضها على موسكو من جراء الأزمة الأوكرانية، كما قال نوفاك بأنه من المتعذر على دول أوروبا تفادى شراء الغاز والنفط الروسي في وقتنا الحاضر، واضاف بأن الدعوة الغربية لإيقاف المشتريات هي لفتات سياسية لجذب الاهتمام.
وأضاف قائلا بأن موسكو تدرس حظر صادراتها من اليورانيوم للولايات المتحدة الأمريكية رداً على العقوبات التي فرضتها عليها، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على روسيا وحليفتها أوزبكستان وكازاخستان في ما يعادل نصف وارداتها من اليورانيوم، التي تقوم أمريكا باستخدامه في تشغيل المفاعلات النووية الأمريكية.